المقدمة
يَسطع في سجلّ الوطن ضوءٌ لا يخبو، هو ضوءُ شهدائه الذين قدّموا أرواحهم دفاعًا عن أمن البلاد واستقرارها. ومن هؤلاء الصقور الشهيد محمد مبروك؛ ضابط الشرطة الذي صار اسمُه رمزًا للإخلاص والقيام بالواجب، وقدوةً تُلهم الأجيال معنى الانتماء الحقيقي.
العرض
نشأ الشهيد محمد مبروك على الخلق الكريم والتواضع وحُسن السيرة، فانعكس ذلك على عمله الشرطي؛ إذ كان مثالًا للدقّة والانضباط، يتابع التنظيمات المتطرّفة ويكشف مخطّطاتها التي تستهدف مقدّرات الدولة وأمن المواطنين. ورغم ما تعرّض له من تهديداتٍ متتالية يتوالى صدَاها، لم يتراجع ولم يساوم؛ لأن حبّ الوطن عنده عملٌ يُؤدّى لا شعارٌ يُردَّد.
برز دوره في جمع الأدلة وملاحقة المجرمين بقوّة القانون، فكان حاضرَ الذهن شجاعَ القلب، يواجه الخطر بعقلٍ يقظ وقلبٍ مطمئنّ، مؤمنًا بأنّ الحفاظ على الوطن أمانة. إنّ أمثال هؤلاء الأبطال هم الذين يُبدّدون ظلام الباطل، ويمنحون الناس شعورًا بالأمن والطمأنينة. وحين ابتُلي بامتحان الشهادة، تقدّم غير هيّاب، فكان يومُه يومَ فداءٍ كتب فيه صفحة جديدة في كتاب الشرف، ليظلّ ذكراه تُوقِظ في القلوب معنى التضحية والولاء.
لقد علّمنا الشهيد أنّ الوطنية ليست كلماتٍ تُقال، بل عطاءٌ صادق وتحمّلٌ للمسؤولية إلى آخر لحظة. وعلّمنا كذلك أنّ القوّة التي تحمي الوطن ليست في السلاح وحده، بل في الإخلاص، واحترام القانون، والعمل المتقن، وبذل الجهد بصمتٍ وثبات.
الخاتمة
يبقى اسمُ محمد مبروك وسيرتُه مناراتٍ تهدي الطريق للأجيال؛ فالوطن لا ينهض إلا بأبنائه المخلصين. ومن واجبنا أن نُحيي ذكراهم بالعمل الجادّ، وإتقان الدراسة، وخدمة المجتمع، والدعاء لهم بالرحمة. سلامٌ على كلِّ شهيدٍ خطَّ بدمه معنى الشرف، وجعل من حبِّ مصر فعلًا لا قولًا، ليظلّ علمُها خفّاقًا ووجهُها مُشرقًا بين الأمم.
