📁 آخر الأخبار

التهاب البنكرياس: كيف تؤدي حصى المرارة إلى انسداد القناة البنكرياسية؟

 تحذير طبي: حصى المرارة قد تتسبب في التهاب البنكرياس القاتل إذا أُهملت

حذّر أطباء مختصون في أمراض الجهاز الهضمي من خطورة إهمال علاج حصى المرارة، مؤكدين أن انسداد القناة البنكرياسية بسبب الحصى يُعد من الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب البنكرياس، وهو مرض قد يتحول من حالة بسيطة إلى مضاعفات مميتة خلال وقت قصير إذا لم يتم التدخل الطبي الفوري.

وأوضح الخبراء أن التهاب البنكرياس لا يقتصر على الشعور بألم عابر في البطن، بل قد يؤدي في بعض الحالات إلى فشل كلوي أو تنفسي، وتسمم دموي، وقد يصل إلى الوفاة عند تطوره الحاد، خاصة لدى كبار السن أو مرضى السكري والكبد.

ودعوا إلى ضرورة مراجعة الطوارئ فورًا عند الشعور بألم شديد مفاجئ في أعلى البطن يمتد إلى الظهر، أو المصحوب بقيء متكرر وارتفاع في الحرارة.

التهاب البنكرياس: كيف تؤدي حصى المرارة إلى انسداد القناة البنكرياسية ومضاعفات خطيرة؟

تُعتبر حصى المرارة التي تسدّ القناة البنكرياسية من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالتهاب البنكرياس، وهو التهاب قد يبدأ بألم في أعلى البطن ثم يتطوّر في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الفشل المتعدد في الأعضاء إذا لم يُشخَّص ويُعالَج في الوقت المناسب. 

  

التهاب البنكرياس: كيف تؤدي حصى المرارة إلى انسداد القناة البنكرياسية؟

ما هو التهاب البنكرياس؟

التهاب البنكرياس هو حالة التهابية تصيب البنكرياس، وهو عضو مهم يقع في الجزء العلوي من البطن بين المعدة والعمود الفقري تقريبًا.

إذا وضعت يدك اليمنى بشكل أفقي على بطنك، فهذا تقريبًا حجم وشكل البنكرياس خلف المعدة.

للبنكرياس دور مزدوج في الجسم:

  • دور هضمي: إفراز إنزيمات هاضمة مثل الأميليز والليباز تُرسَل إلى الأمعاء الدقيقة عبر القناة البنكرياسية.
  • دور هرموني: إنتاج هرمونات تنظّم مستوى سكر الدم مثل الإنسولين والجلوكاجون.

يحدث الالتهاب عندما يتعرّض البنكرياس لإصابة أو تهيّج، وغالبًا يكون ذلك بسبب انسداد القناة البنكرياسية بحصى المرارة أو بسبب الإفراط في شرب الكحول.

كيف تسبّب حصى المرارة التهاب البنكرياس؟

تشترك القناة الصفراوية الرئيسية مع القناة البنكرياسية في فتحة واحدة تصبّ في الإثنى عشر (بداية الأمعاء الدقيقة). عند مرور حصاة من المرارة عبر القناة الصفراوية ثم علوقها في هذه المنطقة المشتركة، قد تُعيق خروج العصارة البنكرياسية.

هذا الانسداد يؤدي إلى:

  • احتجاز الإنزيمات الهاضمة داخل البنكرياس.
  • تنشيط هذه الإنزيمات داخل الغدة نفسها بدلًا من الأمعاء.
  • بدء عملية “هضم ذاتي” لأنسجة البنكرياس، فتحدث الاستجابة الالتهابية القوية.

هذا ما يُعرف سريريًا باسم التهاب البنكرياس الناتج عن حصى المرارة (Gallstone pancreatitis)

🩺 تصريحات طبية: أطباء يحذرون من التهاون في علاج حصى المرارة

أكد عدد من أطباء الجهاز الهضمي أن تجاهل علاج حصى المرارة قد يؤدي إلى نتائج خطيرة وغير متوقعة، خاصة عند انتقال الحصى إلى القنوات الصفراوية أو البنكرياسية.

"نستقبل حالات كثيرة لمرضى وصلوا إلى الطوارئ بألم شديد بسبب انسداد القناة البنكرياسية بحصوة صغيرة، لم يكن المريض يتخيّل أنها قد تكلّفه الدخول إلى العناية المركزة."

"التهاب البنكرياس الناتج عن حصى المرارة لا يُستهان به، فخلال ساعات قد تتطور الحالة من ألم بطني إلى فشل أعضاء متعدد، وإذا لم يُعالج المريض سريعًا، فقد نواجه مضاعفات يصعب السيطرة عليها."

"الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي تلعب دورًا حاسمًا في التشخيص المبكر، ونلاحظ أن المرضى الذين يصلون متأخرًا يكون لديهم تليّف شديد أو تجمعات سوائل خطيرة حول البنكرياس."

"الكثير من المرضى يرفضون استئصال المرارة بعد أول نوبة، ولكننا نراهم يعودون بنوبات أشد خطورة. الجراحة المبكرة في الحالات المناسبة تقي من كوارث لاحقة."

وختم الأطباء بالتنبيه:

"كل ألم بطني غير مبرر، خاصة المصحوب بقيء وحرارة، يجب التعامل معه كحالة طوارئ حتى يثبت العكس."

أنواع التهاب البنكرياس

1. التهاب البنكرياس الحاد

هو حالة مفاجئة ومؤقتة، غالبًا ما تحدث بعد إصابة قصيرة الأمد للبنكرياس. في معظم الحالات، يتعافى المريض خلال أيام قليلة مع الرعاية الداعمة مثل:

  • الراحة التامة.
  • السوائل الوريدية لتعويض الجفاف.
  • أدوية تسكين الألم.

لكن في الحالات الشديدة، قد يحدث:

  • هبوط حاد في الضغط.
  • التهاب دموي (تسمم الدم).
  • فشل في الكلى أو الجهاز التنفسي أو أعضاء أخرى.

2. التهاب البنكرياس المزمن

هو مرض طويل الأمد يتطوّر تدريجيًا نتيجة التهابات متكررة أو أسباب مزمنة. مع مرور الوقت:

  • تستمر الالتهابات في إتلاف أنسجة البنكرياس.
  • تحدث تليّفات (fibrosis) تمنع الغدة من أداء وظيفتها.
  • ينخفض إفراز الإنزيمات الهاضمة والهرمونات المنظمة لسكر الدم.

هذا يفسّر حدوث سوء امتصاص للطعام ثم نقص وزن وظهور السكري في مراحل متقدمة.

ما هي أعراض التهاب البنكرياس؟

العرض الرئيسي في معظم الحالات هو ألم شديد في أعلى البطن قد يمتد إلى الظهر.

أعراض التهاب البنكرياس الحاد:

  • ألم حاد ومفاجئ في أعلى البطن.
  • غثيان وقيء.
  • تسارع ضربات القلب.
  • تنفّس سريع وسطحي.
  • ارتفاع في درجة الحرارة (حمّى).

أعراض التهاب البنكرياس المزمن:

  • ألم متكرر أو مستمر في أعلى البطن، قد يزداد بعد تناول الطعام.
  • عسر هضم وألم بعد الأكل.
  • فقدان شهية ونقص غير مقصود في الوزن.
  • براز دهني يترك طبقة زيتية في المرحاض.
  • إحساس بالدوخة بسبب انخفاض ضغط الدم أحيانًا.

كيف يكون ألم التهاب البنكرياس؟

يوصف الألم عادة بأنه:

  • شديد أو متوسط الشدة.
  • يمتد من أعلى البطن إلى الظهر.
  • قد يزداد عند الاستلقاء أو السعال أو المجهود أو تناول وجبة كبيرة.
  • قد يتحسّن نسبيًا عند الجلوس للأمام أو ثني الجسم أو تقليل الأكل.

أكثر أسباب التهاب البنكرياس شيوعًا

يمثّل سببان ما يقرب من 80% من الحالات:

  • حصى المرارة.
  • الإفراط في شرب الكحول.

بينما تشمل الأسباب الأقل شيوعًا:

  • العدوى الفيروسية.
  • أمراض المناعة الذاتية (التهاب البنكرياس المناعي الذاتي).
  • اضطرابات وراثية (التهاب البنكرياس الوراثي).
  • التليف الكيسي.
  • ارتفاع شديد في الدهون الثلاثية.
  • ارتفاع الكالسيوم في الدم.
  • نقص التروية الدموية للبنكرياس.
  • بعض أنواع السرطان.
  • إصابات مباشرة في البطن أو البنكرياس.
  • بعض الأدوية التي قد تهيّج البنكرياس.

التشخيص: كيف يكتشف الأطباء التهاب البنكرياس؟

يعتمد التشخيص على الجمع بين:

  • الأعراض السريرية: مثل ألم البطن المميز.
  • تحاليل الدم: ارتفاع إنزيمات البنكرياس (الأميليز والليباز) إلى ثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي أو أكثر.
  • الفحوص التصويرية: مثل الأشعة المقطعية (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI) لرؤية التورم أو السوائل حول البنكرياس.

في الحالات المزمنة، قد تُطلب اختبارات إضافية مثل:

  • تحليل سكر الدم لمعرفة كفاءة إفراز الإنسولين.
  • اختبارات للبراز (مثل Elastase) لقياس كفاءة الإنزيمات الهاضمة.
  • تحليل دهون البراز للكشف عن سوء الامتصاص.
  • تحاليل لقياس مستويات الفيتامينات الذائبة في الدهون.

علاج التهاب البنكرياس

أولًا: علاج التهاب البنكرياس الحاد

يعتمد العلاج على شدة الحالة وسببها، لكنه غالبًا يشمل:

  • السوائل الوريدية: لتعويض الجفاف ودعم الدورة الدموية.
  • التغذية المناسبة: عن طريق الفم إذا أمكن، أو عن طريق أنبوب للمعدة أو الأمعاء عند عدم القدرة على الأكل.
  • التغذية الوريدية الكاملة: في الحالات الشديدة جدًا.
  • تسكين الألم: عبر أدوية تعطى بالوريد أو بالفم.

إزالة حصى المرارة وعلاج السبب

في حال كان السبب حصى المرارة، قد يحتاج المريض إلى:

  • منظار القنوات الصفراوية والبنكرياسية (ERCP): لإزالة الحصاة العالقة في القنوات.
  • استئصال المرارة: عبر الجراحة بالمنظار غالبًا، لتجنّب تكرار المشكلة.

في حال حدوث مضاعفات، قد يُضاف:

  • مضادات حيوية عند وجود عدوى.
  • إجراءات لتصريف السوائل أو إزالة الأنسجة الميتة.
  • رعاية مركزة في العناية الفائقة للحالات الحرجة.

ثانيًا: علاج التهاب البنكرياس المزمن

يحتاج المريض عادة إلى متابعة لدى أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، ويشمل العلاج:

  • إيقاف الكحول والتدخين بشكل كامل.
  • اتباع حمية قليلة الدهون، غنية بالخضروات والفواكه.
  • الإكثار من شرب الماء.
  • تسكين الألم بطرق دوائية أو عبر إجراءات تدخّلية عند الحاجة.
  • تناول مكملات إنزيمات البنكرياس لتحسين الهضم.
  • الإنسولين عند تطوّر مرض السكري.

في بعض الحالات المتقدمة، قد يُقترح:

  • عمليات جراحية لتخفيف الضغط أو إزالة جزء من البنكرياس.
  • إزالة البنكرياس بالكامل في حالات محددة مع الاستعداد لأن يصبح المريض معتمدًا على الإنسولين مدى الحياة.

هل يمكن الوقاية من التهاب البنكرياس؟

لا يمكن منع جميع الحالات، لكن يمكن خفض خطر الإصابة عبر:

  • الاعتدال أو الامتناع عن شرب الكحول.
  • الحفاظ على وزن صحي وتقليل الدهون في الغذاء لتقليل خطر حصى المرارة.
  • الامتناع عن التدخين.
  • الالتزام بنصائح الطبيب بعد أي نوبة سابقة من التهاب البنكرياس.
  • استئصال المرارة إذا كانت مصدرًا متكررًا للمضاعفات.

نظرة مستقبلية

معظم المرضى يتعافون تمامًا من التهاب البنكرياس الحاد خلال أيام إذا كانت الحالة غير معقّدة وتمت معالجة السبب. لكن في الحالات الشديدة، قد تطول فترة البقاء في المستشفى وتزيد احتمالات المضاعفات.

أما في التهاب البنكرياس المزمن، فالمسار طويل ويتطلّب متابعة مستمرة، وإدارة دقيقة للألم، والحفاظ على التغذية الجيدة وضبط سكر الدم مع الحرص على الكشف المبكر عن أي مضاعفات، بما فيها ازدياد خطر سرطان البنكرياس.

🧠 رأي طبي: الكشف المبكر هو مفتاح النجاة

يرى مختصون أن الكشف المبكر عن حصى المرارة ومراقبتها طبيًا يحدّ بشكلٍ كبير من خطر تطوّر التهاب البنكرياس. ويؤكد الخبراء أن أي تأخير في التشخيص أو الاستخفاف بالأعراض قد يسمح بتحوّل حالة بسيطة إلى أزمة صحية حادّة خلال ساعات فقط، داعين إلى عدم تجاهل آلام البطن المتكررة حتى وإن بدت عابرة.

 تصريح خاص – د. عمار خليل أبورجيلة (استشاري أمراض الباطنة العامة)

"في الواقع الطبي اليومي، نلاحظ أن كثيرًا من المرضى لا يُدركون خطورة حصى المرارة إلا بعد تحوّلها إلى التهاب في البنكرياس، وهنا تكون الخسائر الصحية أكبر بكثير. الفحص المبكر والمتابعة تقي من الدخول في نفق خطير يصعب التعامل معه لاحقًا."

"ربط ألم البطن بالهضم فقط خطأ شائع. البنكرياس عضو حساس، وأي انسداد بسيط قد يطلق سلسلة مضاعفات معقّدة. أنصح كل مريض يعاني من آلام متكررة في أعلى البطن بمراجعة الطبيب وعدم الاعتماد على المسكنات."

 تنويه صحفي

المحتوى المذكور في هذا التقرير لأغراض التوعية الصحية العامة، ولا يُعتبر بديلًا عن الاستشارة الطبية المباشرة. وتشدد هيئة التحرير في «وجه الأخبار» على ضرورة مراجعة الطبيب المختص عند ظهور أعراض مفاجئة أو مستمرة، وتحمّل القارئ مسؤولية التعامل الطبي بناءً على المصادر المعتمدة.

الأسئلة الشائعة حول التهاب البنكرياس

❓ هل كل من لديه حصى مرارة سيصاب بالتهاب البنكرياس؟

لا، كثير من حالات حصى المرارة تمر دون أعراض. لكن الخطر يبدأ عند انتقال الحصوة إلى القناة البنكرياسية وتسبب انسدادًا.

❓ هل يمكن الشفاء التام من التهاب البنكرياس؟

نعم، أغلب حالات الالتهاب الحاد تُشفى خلال أيام، بينما الالتهاب المزمن يحتاج متابعة طويلة.

❓ متى يجب التوجه للطوارئ فورًا؟

عند حدوث ألم شديد في أعلى البطن ممتد للظهر، قيء مستمر، ارتفاع حرارة، أو اصفرار الجلد.

❓ هل استئصال المرارة يمنع تكرار المرض؟

في الحالات المرتبطة بحصى المرارة، نعم يعتبر استئصال المرارة وقائيًا وفعّالًا.

❓ هل الكحول سبب مباشر لالتهاب البنكرياس؟

نعم، الإفراط في تناوله من العوامل المؤكدة خاصة في الحالات المزمنة.

❓ هل التهاب البنكرياس يؤدي إلى السكري؟

في الحالات المزمنة قد تتضرر خلايا الإنسولين مما يؤدي إلى مرض السكري.

❓ هل يمكن التعايش مع المرض؟

نعم، مع الالتزام بالعلاج والغذاء الصحي والمتابعة الطبية المنتظمة.

المستشار التربوي
المستشار التربوي
أنا شغوف بتحسين التعليم وإثراء المحتوى الإعلامي. بدأت هذا الاهتمام منذ سنوات عديدة عندما لاحظت الفجوة الكبيرة بين ما يُدرس في المدارس وما يحتاجه الطلاب لمواجهة تحديات الحياة الحديثة. لهذا السبب، قررت أن أكرس حياتي المهنية لتطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة وتقديم استشارات فعالة للأفراد والمؤسسات. إذا كنت تشارك نفس الاهتمام أو تحتاج إلى استشارات في مجال التعليم أو الإعلام، فلا تتردد في التواصل معي. أنا هنا لمساعدتك ودعمك في رحلتك التعليمية والإعلامية.
تعليقات