أثارت الباحثة أسماء عثمان الشرقاوي جدلاً واسعًا في مصر بعد إصدارها كتابها المثير "كاملات عقل ودين"، الذي عُرض في معرض القاهرة الدولي للكتاب. وقد قررت دار السراج للنشر سحب الكتاب من المعرض بسبب الجدل الذي أثير حوله، وخاصة فيما يتعلق بالعنوان الذي اعتبره البعض متناقضًا مع الحديث النبوي الشريف "ناقصات عقل ودين".
فكرة الكتاب وموضوعاته
الكتاب يسلط الضوء على قضايا المرأة في الإسلام، ويعيد النظر في بعض المفاهيم التقليدية التي ترسخت على مر العصور، مثل الحديث الشائع "ناقصات عقل ودين". تطرقت الكاتبة إلى هذا الحديث وناقشت صحته بناءً على الأدلة العقلية والنصوص الإسلامية المختلفة. وتهدف إلى تحفيز القارئ على التفكير النقدي في هذه المفاهيم ودحض أي إساءة قد تكون لُصِقت بالمرأة في الإسلام عبر قرون من الفهم غير الدقيق لبعض الأحاديث.
تفكيك مفهوم "ناقصات عقل ودين"
تتناول أسماء عثمان الشرقاوي حديث "ناقصات عقل ودين" والذي ورد في كتب الحديث مثل صحيح البخاري ومسلم. حيث ترى الباحثة أن هذا الحديث لم يُقصد به إهانة المرأة، بل كان يُقصد به توضيح بعض الفروق الفسيولوجية والدينية بين الجنسين، مثل مسألة الحيض والنفاس التي تعفي المرأة من بعض الواجبات الدينية، وهذا لا يعني نقصانًا في دينها أو عقلها. ومن هنا يبدأ الكتاب في تفكيك هذه الفكرة السائدة وإعادة تفسير الحديث في ضوء البحث العلمي العميق.
دور المرأة في الإسلام عبر التاريخ
يقدم الكتاب أيضًا مراجعة لأدوار النساء في التاريخ الإسلامي، مستعرضًا نماذج مشرقة مثل السيدة خديجة بنت خويلد، التي كانت أول من آمن برسالة الإسلام، والسيدة عائشة بنت أبي بكر التي كانت من أكثر الصحابة علماً وفقها. الكاتبة تؤكد أن دور المرأة في الحضارة الإسلامية لم يكن غائبًا، بل كان محورياً في نشر العلم والدين.
الكتاب كأداة لإعادة النظر في التراث الإسلامي
من خلال الكتاب، تدعو الكاتبة إلى ضرورة مراجعة التراث الإسلامي وتنقيح بعض الأحاديث التي قد تكون قد أساءت فهم نصوص الدين الصحيح. وتؤكد على أهمية التفكير النقدي الذي يجب أن يتبعه المسلم في قراءة الأحاديث النبوية، وتطبيق النصوص الدينية بشكل يراعي التغيرات الاجتماعية.
الرد على الانتقادات التي واجهها الكتاب
الكتاب واجه انتقادات من بعض التيارات الدينية المحافظة التي اعتبرت أن الكاتبة قد أساءت للحديث النبوي وأنها قد تجنّت على النصوص الدينية. إلا أن الكاتبة أكدت أن كتابها لا يهدف إلى الإساءة للحديث النبوي بل هو محاولة لتفسيره بعيدًا عن الفهم التقليدي الذي قد لا يتناسب مع السياقات التاريخية المعاصرة. كما طالبت بالكف عن تفسير النصوص الدينية بمقاييس زمنية متأخرة لا تتناسب مع تعاليم الدين الحقيقية.
وأخيرا - حول الكتاب
بغض النظر عن الجدل الذي أثاره الكتاب، فإنه يمثل خطوة هامة نحو إعادة تقييم مكانة المرأة في الإسلام وإعادة النظر في بعض المفاهيم التي قد تكون قد أساءت فهم النصوص الدينية. يقدم الكتاب دعوة للمراجعة والبحث العلمي ويشجع على التفكير النقدي في كيفية تفسير التراث الإسلامي. وبذلك يكون كتاب "كاملات عقل ودين" إضافة قيمة إلى النقاش الفكري حول قضايا المرأة والدين.