شهدت الليرة السورية تقلبات حادة في قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية الأزمة السورية عام 2011. هذا التذبذب أثر بشكل مباشر على الاقتصاد السوري وحياة المواطنين اليومية. لفهم أعمق لهذا الموضوع، سنستعرض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، العوامل المؤثرة على هذا السعر، والتداعيات الاقتصادية المترتبة على ذلك.
سعر الدولار مقابل الليرة السورية
- اعتبارا من 15 يناير 2025، استقر سعر صرف الليرة السورية في دمشق وحلب عند 11,400 ليرة مقابل الدولار الواحد للشراء، و11,700 ليرة عند البيع.
- هذا الاستقرار النسبي جاء بعد فترة من التقلبات الحادة التي شهدتها العملة السورية.
العوامل المؤثرة على سعر الصرف
من العوامل التي تؤثر على أسعار الصرف:
- العقوبات الاقتصادية حيث فرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية على سوريا، مما أدى إلى تقليص الاحتياطيات الأجنبية وصعوبة الوصول إلى الأسواق المالية العالمية.
- الصراع الداخلي، فقد استمرار النزاع المسلح أدى إلى تدمير البنية التحتية وتراجع الإنتاج المحلي، مما زاد الاعتماد على الواردات ورفع الطلب على العملات الأجنبية.
- السياسات النقدية، أدى تضارب السياسات النقدية مع السياسات المالية إلى تدهور سعر الليرة السورية، بالإضافة إلى عدم رغبة المصرف المركزي بضبط سعر صرف الليرة.
- السوق السوداء، نقص العملات الأجنبية في السوق الرسمية دفع الأفراد والشركات للجوء إلى السوق السوداء، حيث تكون الأسعار أعلى بكثير من السعر الرسمي.
- الحوالات الخارجية حيث تعتمد العديد من الأسر السورية على الحوالات المالية من الخارج، مما يؤثر على حجم العملات الأجنبية المتداولة في السوق المحلية.
التداعيات الاقتصادية
من التداعيات الاقتصادية:
- ارتفاع التضخم أي انخفاض قيمة الليرة أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار السلع والخدمات، مما أثر سلبا على القوة الشرائية للمواطنين.
- فقدت المدخرات بالليرة السورية قيمتها مع مرور الوقت، مما دفع البعض لتحويل مدخراتهم إلى عملات أجنبية أو أصول ثابتة.
- أدت الأزمة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات الفقر، حيث يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر.
- تراجع الاستثمارحيث أن عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي أدى إلى هروب رؤوس الأموال وتراجع الاستثمارات المحلية والأجنبية.
الجهود المبذولة لتحسين الوضع
- بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، شهدت الليرة السورية تحسنا ملحوظا، حيث ارتفعت قيمتها بنسبة 20% مقابل الدولار الأمريكي.
- هذا التحسن نسب إلى عودة آلاف السوريين من لبنان والأردن، وتخفيف القيود الصارمة على تداول العملات الأجنبية.
يظل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية مؤشرا حيويا يعكس الحالة الاقتصادية والسياسية في البلاد. على الرغم من التحسن الأخير بعد التغيرات السياسية، فإن استقرار الاقتصاد السوري يتطلب جهودا مستمرة لإعادة البناء، ورفع العقوبات، وتحقيق الاستقرار السياسي لضمان مستقبل أفضل للمواطنين.