بينما كنت تلعب في الحارة إذ بأحد الأصدقاء يرتكب حماقة أوقعتكم جميعا في مأزق.
ارو ذلك في نصّ سرديّ ذي بنية ثلاثيّة.
المقدمة:
كانت حارتنا القديمة تعجّ بالحياة واللعب، خصوصًا في أيام العطلات. كنا نجتمع بعد الظّهر، أنا وأصدقائي، ونبتكر ألعابًا مسلية لا تنتهي. كرة القدم كانت لعبتنا المفضلة، نحول أيّ مساحة فارغة إلى ملعب صغير، ونتنافس بحماس. في أحد
الأيام المشمسة، كنّا نلعب بحماس زائد عن اللزوم، وكأنّنا نخوض نهائي كأس العالم.صلب الموضوع:
كان "عادل"، وهو صديقنا الأكثر تهورًا، يتميز بقوة تسديداته. في إحدى الهجمات، سدّد عادل الكرة بكلّ قوته نحو المرمى الوهمي الذي رسمناه على جدار أحد المنازل. لسوء الحظ، لم تذهب الكرة نحو المرمى، بل ارتطمت بنافذة أحد الجيران بقوة، مُحدثةً صوتًا مدويًا تبعه صوت تكسر الزجاج. ساد الصمت للحظات، وتبادلنا النظرات المذعورة. عرفنا فورًا أنّنا في ورطة كبيرة.
كانت النافذة تعود لمنزل "العمّ صالح"، وهو رجل مسنّ طيب القلب، لكنّه حازم جدًا. تخيّلنا غضبه وردّة فعله، فارتعبنا. حاولنا التفكير في حلّ سريع، لكنّنا لم نجد مخرجًا. اقترح أحدنا الهرب، لكنّني رفضتُ الفكرة، فهي ليست من شيم الرجال. قررنا أخيرًا مواجهة الموقف وتحمّل مسؤولية خطئنا.
تقدّمنا بخطوات متثاقلة نحو منزل العمّ صالح، وقلوبنا تخفق بشدة. طرقنا الباب بخجل، وفتح لنا العمّ صالح بوجهه الهادئ المعتاد. شرحنا له ما حدث بصوت مرتجف، معترفين بخطئنا ومُبدين استعدادنا لتحمّل المسؤولية.
الخاتمة:
نظر إلينا العمّ صالح بتمعّن، ثمّ ابتسم ابتسامة خفيفة. لم يغضب كما توقّعنا، بل قال لنا بهدوء: "أعرف أنّكم لم تقصدوا ذلك، لكنّ الخطأ يبقى خطأ. الزجاج المكسور يجب أن يُصلح". شعرنا بالراحة عندما لم يوبّخنا، لكنّنا كنا مُصرّين على إصلاح الخطأ.
اتفقنا على جمع المال من مصروفنا اليومي لشراء نافذة جديدة. استغرق الأمر بعض الوقت، لكنّنا نجحنا في جمع المبلغ المطلوب. اشترينا نافذة جديدة بمساعدة أحد النجارين في الحيّ، وقمنا بتركيبها بمساعدة العمّ صالح نفسه.
بعد هذه التجربة، تعلّمنا درسًا قيّمًا: أنّ اللعب يجب أن يكون حذرًا ومسؤولًا، وأنّ الاعتراف بالخطأ وتحمّل المسؤولية هما أفضل طريقة لحلّ المشاكل. كما تعلّمنا أيضًا أنّ الجيران هم سندنا، وأنّ التفاهم والحوار هما أساس العلاقات الطيبة. لقد كانت "مغامرة النافذة المكسورة" تجربة مريرة في البداية، لكنّها انتهت بنهاية سعيدة، وتركت فينا أثرًا إيجابيًا.