📁 آخر الأخبار

خطبة بعنوان | عناية الإسلام بالمجتمع ورعاية مصالحه

 الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعل في دينه الطمأنينة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المحسنين من عباده بالخيرات العظام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 

 

عناية الإسلام بالمجتمع ورعاية مصالحه

 

أما بعد، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فتقوى الله هي سبب الفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ".

أيها المسلمون:

قال الله تعالى في كتابه العزيز: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا". إن الإسلام الذي ارتضاه الله لنا دينًا، جاء هاديًا ونورًا يضيء لنا الطريق نحو السعادة في الدنيا والآخرة. ولم يقتصر الإسلام على العبادات الفردية بين العبد وربه، بل وضع أسسًا لبناء مجتمع متين، يسوده العدل والرحمة والتكافل.

لقد اهتم الإسلام بالمجتمع اهتمامًا بالغًا، وجعل من أهم مبادئه تعزيز الأخوة بين المؤمنين، فقال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ". وبالإصلاح بين الناس وحفظ حقوقهم، تنشأ مجتمعات يسودها الود والاحترام، كما قال تعالى: "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

أيها المؤمنون:

من أروع مظاهر اهتمام الإسلام بالمجتمع تحقيق التكافل الاجتماعي، فجعل الزكاة ركنًا من أركانه الخمسة. وقد جاء في الحديث الشريف: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت". فالزكاة ليست عبادة فردية فحسب، بل هي وسيلة لتعزيز التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع. كما أمر الإسلام بالصدقة والوقف، ليعم الخير جميع شرائح المجتمع، قال تعالى: "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ".

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية : 

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك على آله وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد، أيها المسلمون:

إن من أبرز مظاهر اهتمام الإسلام بالمجتمع حثه على طلب العلم، فالعلم هو مفتاح الفهم الصحيح للدين، وأساس التقدم والرقي في مختلف مجالات الحياة. وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل العلم بقوله: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة". والعلم في الإسلام ليس غاية بذاته، بل هو وسيلة لتحقيق الخير والنفع للأفراد والمجتمعات. ولذلك، عُدَّ تعليم العلم للآخرين من الصدقات الجارية، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "تعلّموا العلم، فإن تعلّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة".

أيها المؤمنون، إن هذا الدين العظيم لا يهتم فقط بالفرد، بل يهتم بالمجتمع كله، ويجعل من العلم والمعرفة وسيلة لاستدامة المنجزات والمكاسب، وتطوير حياة الناس إلى الأفضل.

هذا، وصلوا وسلموا على إمام المرسلين، محمد الهادي الأمين، فقد أمركم ربكم بذلك في محكم التنزيل: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد. وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، وأزواج النبي أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن المؤمنين والمؤمنات، وعنّا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

 

المستشار التربوي
المستشار التربوي
أنا شغوف بتحسين التعليم وإثراء المحتوى الإعلامي. بدأت هذا الاهتمام منذ سنوات عديدة عندما لاحظت الفجوة الكبيرة بين ما يُدرس في المدارس وما يحتاجه الطلاب لمواجهة تحديات الحياة الحديثة. لهذا السبب، قررت أن أكرس حياتي المهنية لتطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة وتقديم استشارات فعالة للأفراد والمؤسسات. إذا كنت تشارك نفس الاهتمام أو تحتاج إلى استشارات في مجال التعليم أو الإعلام، فلا تتردد في التواصل معي. أنا هنا لمساعدتك ودعمك في رحلتك التعليمية والإعلامية.
تعليقات