📁 آخر الأخبار

فضل قراءة القرآن في ليلة القدر

ليلة القدر هي الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي ليلة عظيمة ذات مكانة خاصة في الإسلام. يقول الله تعالى في سورة القدر: "إنّا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهرٍ". هذه الليلة تتميز بفضل عظيم، والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر، أي ما يزيد عن ثلاثة وثمانين عاما. ومن أفضل العبادات في هذه الليلة المباركة قراءة القرآن الكريم، حيث تتضاعف الأجور وتتنزل الرحمات.

فضل ليلة القدر في الإسلام

فضل ليلة القدر في الإسلام


ليلة القدر هي ليلة خصّها الله سبحانه وتعالى بمكانة عالية بين سائر الليالي، وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضلها. منها ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". وهذا يدل على عظم ثواب العبادة في هذه الليلة

.

كما أنها ليلة تتنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم، كما قال تعالى: "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم من كل أمرٍ، سلام هي حتّى مطلع الفجر". وهذا التنزل يكون للبركة والرحمة، ولحضور مجالس الذكر وقراءة القرآن.

توقيت ليلة القدر

اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، ولكن الراجح أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأرجح الليالي هي ليالي الوتر: ليلة الواحد والعشرين، وليلة الثالث والعشرين، وليلة الخامس والعشرين، وليلة السابع والعشرين، وليلة التاسع والعشرين. وأكثر الأحاديث ترجح أنها ليلة السابع والعشرين، كما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه.

والحكمة من إخفاء تعيينها هي حث المسلمين على الاجتهاد في العبادة في جميع ليالي العشر الأواخر من رمضان، وعدم الاقتصار على ليلة واحدة.

فضل قراءة القرآن في ليلة القدر

فضل قراءة القرآن في ليلة القدر


تعتبر قراءة القرآن الكريم في ليلة القدر من أفضل العبادات لعدة أسباب:

  • مضاعفة الأجر والثواب:

إن قراءة القرآن في ليلة القدر لها ثواب عظيم، حيث إن العمل في هذه الليلة يعادل العمل في ألف شهر، كما قال تعالى: "ليلة القدر خير من ألف شهرٍ". فقراءة آية واحدة من القرآن في هذه الليلة تعادل قراءتها في ألف شهر من حيث الأجر والثواب.

  • موافقة زمن نزول القرآن:

إن قراءة القرآن في ليلة القدر تمثل احتفاء بذكرى نزول القرآن الكريم، حيث أنزل في هذه الليلة المباركة. قال تعالى: "إنّا أنزلناه في ليلة القدر". فقراءة القرآن في هذه الليلة تعد تعظيما لهذا الحدث العظيم ووفاء لهذا الكتاب الكريم.

  • تنزل الملائكة واستماعهم للقرآن:

في ليلة القدر تتنزل الملائكة والروح، وهم يستمعون إلى قراءة القرآن ويحضرون مجالس الذكر. كما قال تعالى: "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربّهم من كل أمرٍ". وقد ثبت في الحديث أن الملائكة تحف بمجالس الذكر، وقراءة القرآن من أفضل الذكر.

  • سبب لنزول السكينة والرحمة:

قراءة القرآن في ليلة القدر سبب لنزول السكينة والرحمة، كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده". فكيف إذا كان ذلك في ليلة القدر المباركة؟

  • شفاعة القرآن لصاحبه يوم القيامة:

القرآن الكريم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما ورد في الحديث: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه". وقراءة القرآن في ليلة القدر تزيد من هذه الشفاعة، لعظم الأجر المترتب عليها.

آداب قراءة القرآن في ليلة القدر

آداب قراءة القرآن في ليلة القدر


لكي يحصل المسلم على الفضل الكامل لقراءة القرآن في ليلة القدر، ينبغي مراعاة الآداب التالية:

  • الإخلاص لله تعالى:

ينبغي أن تكون قراءة القرآن خالصة لوجه الله تعالى، بعيدة عن الرياء والسمعة. فالإخلاص شرط لقبول العمل، كما قال تعالى: "وما أمروا إلّا ليعبدوا اللّه مخلصين له الدّين".

  • الطهارة والوضوء:

يستحب للقارئ أن يكون على طهارة عند قراءة القرآن، فالطهارة من آداب تلاوة القرآن الكريم.

  • التدبر والخشوع:

ينبغي قراءة القرآن بتدبر ومعايشة للمعاني، وعدم الاقتصار على مجرد تحريك اللسان. قال تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته". والتدبر هو المقصود الأعظم من قراءة القرآن.

  • تحسين الصوت:

يستحب تحسين الصوت بالقرآن، كما قال صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم". ولكن بشرط عدم التكلف المخرج عن حدود القراءة الصحيحة.

  • القراءة بخشوع وبكاء:

ينبغي قراءة القرآن بخشوع وتأثر، والبكاء عند قراءة آيات الوعد والوعيد. قال تعالى في وصف المؤمنين: "وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع ممّا عرفوا من الحقّ".

سور وآيات يستحب قراءتها في ليلة القدر

سور وآيات يستحب قراءتها في ليلة القدر


هناك بعض السور والآيات التي يستحب التركيز عليها في ليلة القدر، منها:

  • سورة القدر:

من المناسب جدا قراءة سورة القدر في ليلة القدر، لارتباطها المباشر بهذه الليلة المباركة. وتكرارها عدة مرات تذكيرا بفضل هذه الليلة.

  • سورة الفاتحة:

سورة الفاتحة هي أم الكتاب وأعظم سورة في القرآن، وهي ركن في الصلاة، فقراءتها في ليلة القدر من الأمور المستحبة.

  • سورة الإخلاص:

ورد في فضلها أنها تعدل ثلث القرآن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".

  • المعوذتان:

سورتا الفلق والناس من السور التي يستحب قراءتها للاستعاذة من الشرور.

  • آية الكرسي:

هي أعظم آية في كتاب الله تعالى، كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

دعاء ليلة القدر

من الأدعية المأثورة في ليلة القدر، ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حينما سألته: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". فينبغي الإكثار من هذا الدعاء بعد قراءة القرآن.

التكامل بين العبادات في ليلة القدر

التكامل بين العبادات في ليلة القدر


لا ينبغي الاقتصار على قراءة القرآن في ليلة القدر، بل ينبغي الجمع بين مختلف العبادات، مثل:

  • قيام الليل:

صلاة التراويح وقيام الليل من أفضل العبادات في ليلة القدر، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

  • الاعتكاف:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان التماسا لليلة القدر.

  • الدعاء:

الإكثار من الدعاء في هذه الليلة المباركة، خاصة في الأوقات التي يرجى فيها الإجابة كالثلث الأخير من الليل.

  • الصدقة:

الإكثار من الصدقة في هذه الليلة من القربات العظيمة.

ليلة القدر هي هبة إلهية للأمة الإسلامية، تتجلى فيها رحمة الله وكرمه، حيث جعل العمل فيها خيرا من العمل في ألف شهر. وقراءة القرآن الكريم في هذه الليلة من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم، لما فيها من الأجر العظيم والثواب الجزيل. فينبغي للمسلم أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة، ويحرص على قراءة القرآن بتدبر وخشوع، مع مراعاة آداب التلاوة، والجمع بين مختلف العبادات.


تعليقات