تسعى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) منذ تأسيسها في عام 1949 إلى تقديم الدعم الإنساني والخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين. ومع توقع دخول قرار السلطات الإسرائيلية بحظر عمل الأونروا في غزّة والضفة الغربية حيّز التنفيذ في 28 يناير 2025، تتزايد المخاوف حول تأثير هذا القرار على الفلسطينيين الذين يعتمدون بشكل كبير على المساعدات.
تأثير الحظر على الفلسطينيين
يعدّ الحظر المحتمل بمثابة خنق للموارد
التي يحتاجها الفلسطينيون في غزّة والضفة الغربية. فقد عبّرت منظمات إغاثة ودول كبرى عن قلقها حيال هذه الخطوة، معتبرةً أن ذلك سيؤدي إلى عواقب اقتصادية وخيمة. تعود هذه المخاوف إلى اعتماد غالبية سكان غزّة على مساعدات الأونروا لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الطعام والماء والسكن.آثار اقتصادية على التعليم والرعاية الصحية
تعتبر الأونروا من أكبر مقدمي الخدمات التعليمية والصحية للاجئين الفلسطينيين. حاليا، تقدم الوكالة التعليم لما يقرب من نصف مليون طفل فلسطيني. ومع حظر عملها، فإن الآثار الاقتصادية على التعليم ستكون كارثية، حيث سيحرم الأطفال من الحق في التعليم، مما يزيد من معدل الأمية والبطالة في المستقبل.
علاوة على ذلك، ستتأثر الرعاية الصحية بشكل مباشر بسبب عدم توفر الخدمات الطبية الضرورية. يشير بعض التقارير إلى أن أكثر من 500,000 لاجئ سيُحرمون من الرعاية الطبية. ستكون النتيجة تصاعد الأزمات الصحية وبالتالي زيادة العبء على النظام الصحي الفلسطيني.
سياق سياسي معقد
القرار الإسرائيلي بحظر الأونروا جاء في سياق اتهامات متكررة للحكومة الإسرائيلية لموظفي الوكالة بالتعاون مع حماس. ومع ذلك، فإن الأونروا تؤكد أنها تنفذ عملها وفق إجراءات تضمن سلامة نشاطها. على الرغم من ذلك، يحمل هذا القرار أبعادا اقتصادية وسياسية عديدة تؤثر على استقرار المنطقة.
قلق مستمر من انعدام الأمن الغذائي
جمانة عماد، وهي أم لأسرة في غزّة، تعبر عن قلقها المتزايد إذ تعيش في وضع صعب من ناحية تأمين الطعام والشراب لأطفالها. إذا تم تنفيذ حظر الأونروا، قد يتجه النازحون الفلسطينيون إلى فقر مدقع وانعدام للأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
استجابة المنظمات الدولية
الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى تناشد المجتمع الدولي لتقديم الدعم لضمان استمرار تقديم المساعدات الغذائية والاقتصادية للشعب الفلسطيني. لكن مع غياب الأونروا، تبقى علامات الاستفهام حول كيفية تأمين هذه المساعدات، ومدى قدرة المنظمات البديلة على تلبيتها بشكل فعال.
بغض النظر عن التطورات، تؤكد الأونروا على أهمية وجودها كمنظمة إنسانية تقدم الدعم للفلسطينيين. عندطق خيارات الحلول المبنية على المراجعة والتطوير، يجب أن يمتلك المجتمع الدولي القدرة على التصدي للتحديات الممكنة وخلق بيئة تضمن حقوق الفلسطينيين. إذا تم قطع المساعدات، فسيكون هناك انزلاق نحو وضع إنساني كارثي يهدد الأمن الغذائي والتعليم في المنطقة.