سوريا، البلد الذي عرف بتاريخه العريق وثقافته الغنية، أصبح في السنوات الأخيرة مسرحًا للتدخلات الدولية والنزاعات الإقليمية. من بين هذه التدخلات، نجد المناطق التي باتت تحت السيطرة الإسرائيلية بشكل كامل. تشمل هذه المناطق: القنيطرة، الجولان، جبل الشيخ، قمة القلمون، منطقة الأربعين خيط، البجورية، البطمية، البغالة، الثلجيات، البصالة، وقمة النبك.
الجولان: رمز القضية
الجولان، الذي يعد من أهم المناطق الاستراتيجية، يمثل مثالًا واضحًا على التحديات التي تواجه سوريا. السيطرة الإسرائيلية عليه تُبرز الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية لهذه المنطقة. موقعها المرتفع يجعلها نقطة مراقبة وتحكم محورية، وهي أيضًا غنية بالموارد الطبيعية، مثل المياه.
![]() |
المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل ملونة باللون الأحمر |
تركيا: توسع ونفوذ في الشمال السوري
المناطق التي باتت تحت سيطرة تركيا تشمل مدنًا استراتيجية مثل إدلب، القامشلي، حلب، جرابلس، اعزاز، عفرين، تل أبيض، رأس العين، والباب. التدخل التركي في هذه المناطق يعكس مصالح سياسية وأمنية تهدف إلى تأمين حدودها الجنوبية وضمان نفوذها الإقليمي.
من خلال هذه السيطرة، تحولت هذه المناطق إلى مناطق نفوذ تركية واضحة، حيث تسعى تركيا لفرض هيمنتها وإعادة تشكيلها ديموغرافيًا عبر استقدام سكان جدد أو إعادة توطين لاجئين.
القوات الأمريكية ومصادر الطاقة
المناطق التي ما زالت تحت السيطرة الأمريكية، مثل دير الزور، البوكمال، حقل التيم، مدينة موحسن، حقل الطابية، وحقل الجفرة، تُظهر التركيز الأمريكي على الموارد الطبيعية، وخاصة حقول النفط والغاز. هذه السيطرة ليست فقط استراتيجية بل اقتصادية، إذ تهدف إلى حرمان النظام السوري من موارد هامة واستمرار الضغط عليه اقتصاديًا.
هيئة تحرير الشام: مشروع مدعوم
المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام بدعم تركي، مثل دمشق، حمص، القصير، درعا، الرقة، منطقة الفرات الأوسط، بادية الشام، جبلة، الزبداني، وبلودان، تعكس تعقيدات المشهد السوري. الدعم التركي لهذه الهيئة يعزز من وجودها كلاعب رئيسي في المنطقة، ويخلق توازنًا جديدًا للقوى في مواجهة النفوذ الإيراني والنظام السوري.
سوريا اليوم: إلى أين؟
هذا المشهد المعقد يطرح العديد من التساؤلات. كيف يمكن لسوريا أن تستعيد وحدتها وسيادتها في ظل هذا التشظي الجغرافي والسياسي؟ وهل يمكن أن تنهض سوريا مجددًا أمام هذه المعوقات الهائلة؟
إسرائيل ضربت الجيش السوري بأكثر من ألف غارة في يومين فقط. التدخلات الإقليمية والدولية قسمت سوريا، وغيّرت خريطتها السياسية بشكل جذري. ومع ذلك، يبقى الأمل في الحلول الدبلوماسية الشاملة والعمل المشترك بين السوريين لإعادة بناء وطنهم.
هل من مستقبل لسوريا؟
الإجابة ليست بسيطة. النهضة تحتاج إلى رؤية واضحة، إرادة سياسية، واستغلال الموارد المتبقية بحكمة. إعادة بناء سوريا يجب أن تكون هدفًا لكل سوري، بعيدًا عن الشعارات العاطفية والعنتريات.
الحقيقة المؤلمة هي أن التحديات ضخمة، ولكن الأمل في تجاوزها يظل قائمًا. هل يمكننا التكاتف لنبني سوريا كما كانت؟ هذا هو التحدي الأكبر أمام الجميع.