توقعات بزيادة معدلات الانتحار في إسرائيل بسبب الحرب
يحذر خبراء نفسيون من أن معدلات الانتحار قد ترتفع في إسرائيل نتيجة الظروف الحربية المستمرة. وأشاروا إلى أن التراكم النفسي الناتج عن الحروب يشبه ما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. تشير الدراسات التي أجريت بعد تلك الهجمات إلى أن ردود الفعل النفسية تتطور بطرق مختلفة، وهو ما يجعل المحترفين يشيرون إلى أهمية التحضير لعواقب نفسية طويلة المدى.
دراسة جديدة حول المخاطر النفسية
أجريت دراسة جديدة من قبل مجموعة من الجامعات والمؤسسات، بما في ذلك جامعة حيفا ومؤسسة ERAN، لفحص تأثير الحرب ونتائجها النفسية على السكان. على الرغم من أن الباحثين وجدوا أن عدد المكالمات المتعلقة بالانتحار قد انخفض بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، فقد أظهرت مؤشرات أخرى زيادة ملحوظة في المكالمات المتعلقة بالقلق والاكتئاب.
تمت مراجعة أكثر من 600,000 مكالمة للمساعدة النفسية، وتمت مقارنة الفترات قبل وبعد الهجوم. أظهرت النتائج أن المكالمات المتعلقة بالقلق زادت بشكل كبير، مما يدل على تدهور الصحة النفسية العامة في الأشهر التي تلت الهجوم.
تأثير الحرب المستمرة على الصحة النفسية
تؤكد الدراسة أن الحروب ليست مجرد أحداث عابرة؛ بل لها آثار نفسية طويلة الأمد، حيث يمكن أن يؤدي انعدام الأمان المستمر إلى تفاقم حالات القلق والاكتئاب. بعد هجمات أكتوبر، انخفضت المكالمات المتعلقة بالانتحار في البداية، لكن هناك قلق متزايد من أن هذا قد يتغير مع مرور الوقت.
ردود الفعل الاجتماعية ودورها
أشار الباحثون إلى وجود "تأثير التجميع" الاجتماعي، الذي قد يؤدي إلى تقليل مخاطر الانتحار في اللحظات الأولى من الأزمات الوطنية. ومع ذلك، فإن هذا التأثير قد يتلاشى مع مرور الوقت وتكرار الأزمات. لقد أظهرت الأبحاث السابقة أن معدلات الانتحار يمكن أن تزيد في المراحل اللاحقة من الصراع، حيث تبدأ الإحساس باليأس وفقدان الموارد النفسية في الظهور.
الحاجة إلى الاستعداد والدعم النفسي
تحدث الخبراء عن ضرورة تعزيز الخدمات الصحية النفسية لمواجهة التحديات المتزايدة. يشيرون إلى أنه من المهم فهم أن الانتحار هو نتيجة لمزيج من العوامل النفسية والاجتماعية والبيئية. والتأخر في الاستجابة للزيادة المحتملة في الانتحار يمكن أن يتطلب جهوداً ضخمة لتوفير الدعم لمن هم في حاجة إليه.
مجموعات مستهدفة بحاجة إلى اهتمام خاص
كما أوضح الباحثون أن هناك مجموعات معينة قد تكون في وضع خطر أكبر، مثل المحاربين القدامى والناجين من الصدمات والمشاركين في عمليات الإنقاذ. هؤلاء الأفراد قد يحتاجون إلى اهتمام خاص نتيجة لتجاربهم الفريدة.
