📁 آخر الأخبار

أسباب وأبعاد الانفصال العاطفي والجنسي بين الأزواج في المجتمعات العربية

تتحدث الكثير من الأزواج في المجتمعات العربية والشرقية عن معاناتهم من الانفصال العاطفي والجنسي، لكنه يبقى موضوعاً حساساً غالباً ما يُتجنب. يُعتبر هذا النوع من الانفصال ضاراً بالأسرة ولا يقل تأثيره ضرراً عن الطلاق. تشير الأرقام إلى تزايد حالات الطلاق بشكل ملحوظ في بعض الدول العربية، مما يدفع الخبراء إلى البحث في عمق أسباب الانفصال العاطفي.

 

أسباب وأبعاد الانفصال العاطفي والجنسي بين الأزواج في المجتمعات العربية
 

الانفصال العاطفي في الأرقام

تظهر الأرقام إشكالية كبيرة تتعلق بالزواج في مختلف الدول العربية. على سبيل المثال، شهدت السعودية أكثر من 5333 حالة طلاق شهرياً خلال فترة معينة. وفي مصر، تُسجل 23 حالة طلاق كل ساعة تقريباً. بينما تعاني تركيا وإيران من نسب مرتفعة أيضاً، حيث تشير الإحصاءات إلى زيادة تتجاوز 10% في حالات الطلاق.

يعتقد الخبراء أن "الانفصال السريري" بين الأزواج ربما يتجاوز الأرقام المتعلقة بالطلاق الرسمي، مما يدل على وجود مشاكل عميقة تكمن خلف الجدران.

قصص واقعية للانفصال العاطفي

تستعرض بعض القصص الشخصية تجارب الأزواج في معاناتهم من الانفصال العاطفي. على سبيل المثال، يُشير كمال، المهندس الذي تزوج منذ عشرين عاماً، إلى أن علاقته بزوجته قد تحولت من الحب إلى علاقة قائمة على الاحترام المتبادل فقط. ويعزو ذلك إلى فقدان الانجذاب العاطفي والجسدي، خصوصاً بعد إنجاب الأطفال. ومع مرور الوقت، لم تعد زوجته تولي أي اهتمام للعلاقة الحميمة، ما أدى به إلى البحث عن التواصل خارج نطاق زواجه.

شخص آخر يُدعى رستم، يعاني من حالة مشابهة مع زوجته ميترا. بعد معاناتها مع السرطان، فقدت ميترا رغبتها الجنسية وتواصلها مع الآخرين، مما دفع رستم إلى البحث عن الرغبة في أماكن أخرى. رغم أن ميترا تشعر بالذنب، إلا أنها تشعر أن زوجها كان يجب أن يلتزم بالعلاقة حتى في أصعب الأوقات.

الحاجة الإنسانية

تُعتبر الحاجة الإنسانية للعاطفة والرغبة الجنسية جزءاً جوهرياً من أي علاقة صحية. يخبرنا الخبراء أن حياتنا الزوجية تتطلب العناية والاهتمام المستمرين من الطرفين. فإذا تغافل أحد الزوجين عن هذا الجانب، فقد يتسبب ذلك في شعور الآخر بالإهمال والضرر.

الحلول الممكنة

لتجاوز مشكلة الانفصال العاطفي، يُنصح الأزواج بالتحدث بصراحة عن مشاعرهم وما يحدث في علاقتهم. لا بد من إعادة بناء جسور التواصل بين الزوجين. فبدلاً من انتظار الآخر ليبدأ، يمكن أن يكون أحد الطرفين هو البادئ في تحسين العلاقة عبر إيجاد طرق جديدة للتواصل والتقرب.

بالإضافة إلى ذلك، يشدد الأخصائيون على ضرورة استشارة مختصين إذا استمرت المشكلة، حيث يمكن أن يوفروا الدعم والإرشاد اللازمين لعلاج الأزمات العاطفية وتحسين جودة الحياة الزوجية.

وأخيرا:

الانفصال العاطفيلا يمكن تجاهله أو اعتباره حالة طبيعية. إنه يهدد استقرار الأسرة ورفاهية الأفراد. عبر التواصل والتفاهم، يمكن للأزواج تجاوز العقبات وتعزيز العلاقات الطيبة بينهما. العلاقة الزوجية تتطلب جهوداً من كلا الطرفين لضمان استمراريتها ونموها.


المستشار التربوي
المستشار التربوي
أنا شغوف بتحسين التعليم وإثراء المحتوى الإعلامي. بدأت هذا الاهتمام منذ سنوات عديدة عندما لاحظت الفجوة الكبيرة بين ما يُدرس في المدارس وما يحتاجه الطلاب لمواجهة تحديات الحياة الحديثة. لهذا السبب، قررت أن أكرس حياتي المهنية لتطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة وتقديم استشارات فعالة للأفراد والمؤسسات. إذا كنت تشارك نفس الاهتمام أو تحتاج إلى استشارات في مجال التعليم أو الإعلام، فلا تتردد في التواصل معي. أنا هنا لمساعدتك ودعمك في رحلتك التعليمية والإعلامية.
تعليقات