كتب الدكتور عمار أبورجيلة - الباحث المختص في الشأن العربي - والخبير الاستراتيجي لشؤون الدول الأورومتوسطية .
على مدار أكثر من عام، يعيش قطاع غزة تحت وطأة حرب شرسة، مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل غير مسبوق. هذا المقال يستعرض الدكتور عمار أبورجيلة حال الناس في غزة، مع التركيز على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتأثير الحرب على البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية.
الوضع الاقتصادي
يعاني قطاع غزة من أزمة اقتصادية خانقة، حيث تجاوزت نسبة البطالة 45%، وتصل إلى 70% بين الشباب. الاقتصاد في غزة خسر ربع قيمته في عام 2023 مقارنة بعام 2022، مع تراجع نصيب الفرد من الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 26%. الفقر زاد بنسبة 96% بنهاية عام 2023، مما يعكس حجم المعاناة الاقتصادية للسكان.
الوضع الاجتماعي
تدهورت الأحوال الاجتماعية بشكل كبير، مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة. انتشار المخيمات والتجمعات السكانية المكتظة يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان. العائلات تعيش في ظروف قاسية، حيث تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء.
التسوق وتدمير المباني والبنية التحتية
تعرضت العديد من المباني والبنية التحتية للتدمير خلال العمليات العسكرية، مما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان. الأسواق والمحال التجارية تضررت بشكل كبير، مما أدى إلى نقص في السلع الأساسية وارتفاع الأسعار. هذا الوضع جعل من الصعب على العائلات تلبية احتياجاتها اليومية.
تهويد المؤسسات الحكومية والخيرية والاجتماعية
هناك محاولات مستمرة لتهويد المؤسسات الحكومية والخيرية والاجتماعية، بما في ذلك المدارس والجامعات. هذه المحاولات تؤثر على الهوية الثقافية والتعليمية للسكان، وتزيد من التحديات التي يواجهها المجتمع في الحفاظ على تراثه وهويته.
تأخر التعليم وإيقاف العملية التعليمية
تأثرت العملية التعليمية بشكل كبير، مع إغلاق العديد من المدارس والجامعات وتأخر التعليم بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية. الأطفال والشباب في غزة يواجهون صعوبات كبيرة في مواصلة تعليمهم، مما يؤثر على مستقبلهم وفرصهم في الحياة.
الرعاية الصحية وانتشار الأمراض
تدهورت الرعاية الصحية بشكل كبير، مع نقص الخدمات الطبية الأساسية وانتشار الأمراض. المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص في الأدوية والمعدات الطبية، مما يزيد من معاناة المرضى ويعرض حياتهم للخطر.
كساد الأراضي الزراعية وتلوث الهواء
تدهورت الأراضي الزراعية نتيجة للعمليات العسكرية ونقص الموارد، مما أثر على الإنتاج الزراعي. الفلاحون في غزة يواجهون صعوبات كبيرة في زراعة محاصيلهم وتوفير الغذاء لعائلاتهم. بالإضافة إلى ذلك، تلوث الهواء نتيجة للدمار البيئي الناجم عن العمليات العسكرية يزيد من معاناة السكان الصحية.
انتشار المخيمات والتجمعات
انتشار المخيمات والتجمعات السكانية المكتظة يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان. العائلات تعيش في ظروف قاسية، حيث تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء. هذه الظروف تزيد من التوترات الاجتماعية وتؤثر على الصحة النفسية للسكان.
الأمل والصمود
رغم كل هذه التحديات، يبقى الأمل والصمود سمة بارزة لدى سكان غزة. العائلات تتكاتف وتدعم بعضها البعض في مواجهة الصعاب. الشباب يسعون جاهدين لمواصلة تعليمهم وتحقيق أحلامهم رغم الظروف القاسية. المجتمع الدولي مطالب بتقديم الدعم والمساعدة لسكان غزة، والعمل على إنهاء الحصار وتحقيق السلام والعدالة.
في الختام، يعاني قطاع غزة من وضع متدهور على جميع الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية. الأمل في تحسين الأوضاع يعتمد على جهود المجتمع الدولي والدعم المستمر لسكان غزة. يجب أن نعمل جميعًا من أجل تحقيق مستقبل أفضل لأطفال وشباب غزة، وضمان حياة كريمة وآمنة للجميع.