من يحكم سوريا؟
سوريا، تلك البلد الذي يبدو أنه متاهة من التعقيدات السياسية والعرقية، قد دخل في صراع دامٍ منذ عام 2011. بعد أكثر من 13 عاماً من القتال، انقسمت البلاد إلى أربعة أقسام رئيسية، كل منها تحت سيطرة إدارة مختلفة.
أجزاء سوريا المختلفة
تسيطر الحكومة السورية، بقيادة الرئيس بشار الأسد، على ثلثي البلاد، ولكنها مقسمة إلى مناطق تتحكم فيها أحزاب ومجموعات مسلحة مختلفة. شمال سوريا، على وجه الخصوص، هو المكان الذي تتداخل فيه الأيديولوجيات والولاءات، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا. إذ تسعى جماعات مسلحة ومنظمات مختلفة إلى فرض سيطرتها على تلك المناطق، مستندة إلى دعم دولي أو محلي.
عواقب الحرب الأهلية
سفك الدماء الذي شهدته سوريا خلال عقد من الزمن أسفر عن مقتل نصف مليون شخص. هذا الصراع، الذي بدأ كمظاهرات سلمية تطالب بالإصلاحات، تطور إلى حرب أهلية شاملة، حيث تدخلت فيها قوى دولية وإقليمية، مثل روسيا والولايات المتحدة، مما زاد من تعقيد الوضع في البلاد.
التحديات الراهنة
اليوم، يبقى الوضع في سوريا معقدًا، حيث يصعب تحديد القوة الحقيقية التي تسيطر على كل منطقة. الحدود الداخلية التي رسمتها الأطراف المختلفة تعكس التنوع الكبير في المصالح والأجندات السياسية. ومع استمرار القتال، قد يستمر تشكل وحدات جديدة من السيطرة في المستقبل.
الوضع الراهن في سوريا بعد 13 عامًا من الحرب
انقسام البلاد
بعد أكثر من عقد من الصراع، أصبحت سوريا مجزأة إلى أربعة أقسام رئيسية، تسيطر عليها:
- الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد: تسيطر على حوالي ثلثي الأراضي السورية، بما في ذلك المدن الكبرى مثل دمشق وحلب.
- المجموعات المسلحة المعارضة: بعضها مدعوم من دول إقليمية تسعى لتحقيق أجندات سياسية في المنطقة.
- القوات الكردية والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا: تمثل قوات سوريا الديمقراطية القوة العسكرية الرئيسية هناك، بدعم من الولايات المتحدة، وتدير مناطق ذات أغلبية كردية وأخرى متعددة الإثنيات.
- تنظيمات مدعومة من تركيا: تسيطر على أجزاء من شمال سوريا، وهي مناطق يتركز فيها النفوذ التركي إلى جانب فصائل المعارضة السورية الموالية لأنقرة.
الصراع كحرب بالوكالة
تحولت الأزمة السورية من مظاهرات سلمية في 2011 إلى صراع مسلح مدمر، أسفر عن:
- مقتل حوالي 500,000 شخص.
- نزوح ملايين السوريين داخليًا وخارجيًا.
- تدخل قوى دولية كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى دول إقليمية كتركيا وإيران، مما جعل الحرب معقدة للغاية، ومليئة بالتجاذبات الجيوسياسية.
الوضع في شمال سوريا
- التعقيد الإداري والسياسي: شمال سوريا يشهد انقسامات واضحة، حيث تتنازع السيطرة فيه القوات الكردية، القوات التركية، وجماعات مسلحة أخرى.
- الحدود الداخلية: رسمت خطوط حدودية غير رسمية تفصل بين المناطق التي تسيطر عليها جهات مختلفة، ما جعل الوضع هناك شديد التشابك، وتسبب في حالة من عدم الاستقرار الدائم.
آخيراً:
رغم سيطرة الحكومة السورية على معظم البلاد، إلا أن الانقسامات الداخلية والوجود الدولي المكثف يحول دون تحقيق تسوية شاملة. ومع استمرار الحرب كحرب بالوكالة بين أطراف متعددة، يبدو أن نهاية الصراع لا تزال بعيدة المنال، ما يُبقي الشعب السوري عالقًا بين آمال السلام وواقع التمزق المستمر.
السؤال "من يحكم سوريا؟" ليس سؤالاً سهلاً للإجابة عليه، فالحرب الأهلية والانقسامات الداخلية جعلت من البلاد ساحة لصراعات متعددة. بينما تسعى الأطراف المختلفة إلى تحقيق مصالحها، تبقى آمال السوريين في السلام والاستقرار بعيدة المنال.