العصا لمن عصى، عبارة سمعناها كثيراً في أيام الدراسة، وكان منظر العصا تتنقل من يد إلى يد يثير الرعب في نفوسنا. ولكن ما يثير التساؤل هو كيف انتقلت العصا من يد المعلم إلى يد الإدارة المدرسية، ثم تلاشى استخدامها حتى من قبل الإدارة نفسها، وأصبح العقاب بالعصا ذكرى من الماضي. وبدلاً من ذلك، دخلت عبارات أخرى مثل "من أمن العقوبة أساء الأدب" وبدأت صورة المعلم تتآكل تدريجياً.
اليوم، يواجه المعلمون تحديات جديدة، فقد أصبحت العصا الآن في يد الطلاب وأولياء الأمور. قصص ضرب المعلمين تتزايد، ليس فقط من الطلاب ولكن أيضاً من أولياء الأمور، ما يطرح تساؤلاً حول مدى تدهور مكانة المعلم. أصبح الطالب يهدد ويضرب المعلم، بينما يأتي ولي الأمر ليكمل ما بدأه الطالب. في بعض الأحيان، نجد أن الطلاب يصورون مشاهد تهديد مقلقة.
في السابق، كان الطالب يتغيب عن المدرسة خوفاً من عقاب المعلم، أما الآن فقد أصبح المعلم يتجنب الذهاب إلى المدرسة خوفاً من التعرض للضرب. إذا وصلنا إلى هذه المرحلة، هل يجب علينا إغلاق المدارس والاعتماد على التعليم عبر الإنترنت والدروس الخصوصية؟ أم ينبغي علينا أن نجعل التعليم غير مجاني ليشعر الطلاب وأولياء الأمور بقيمة التعليم؟
قد يكون من الضروري إعادة تقييم قيمة التعليم، ربما من خلال وضع قيمة مالية للكتب الدراسية والوسائل التعليمية. إذا كان ولي الأمر سيشتري الكتب ويشارك في تعليم أبنائه، فقد يدركون قيمة المعلم وجهوده. المعلم هو الوحيد الذي لا ينتهي عمله بانتهاء الدوام، بل يعود إلى المنزل ليعد للدروس القادمة.
إذا لم يكن هناك تأمين صحي أو بدل خطر للمعلم، لماذا لا نفكر في بيع الكتب الدراسية بدلاً من توزيعها مجاناً؟ هذا قد يدفع أولياء الأمور والطلاب للمشاركة في تعليم أبنائهم بشكل أفضل. يجب أن ندرك أن المعلم يستحق التقدير والدعم، ليس فقط من خلال الأجر، بل من خلال توفير بيئة تعليمية تحترم وتقدر جهوده.
بقلم: حسن السعدني